تعيش شريحة الشباب في موريتانيا وضعًا معقدًا يتسم بالتهميش وضعف الاهتمام الرسمي بقضاياهم، رغم أنهم يمثلون الثروة الحقيقية وأمل المستقبل. فمع أن الحكومات ترفع شعارات دعمهم وتمكينهم، إلا أن الواقع يثبت أن هذه الشعارات غالبًا ما تبقى حبرًا على ورق.
ورغم تنظيم دورات وورشات ومبادرات تحمل عناوين براقة، إلا أنها لم تعالج جوهر المشكلة: غياب فرص العمل الحقيقية. فالشاب لا يحتاج إلى خطط نظرية ووعود مؤجلة بقدر حاجته إلى وظيفة أو مشروع يضمن له الكرامة والاستقرار.
هذا التهميش يدفع الكثير من الكفاءات إلى الهجرة بحثًا عن فرص أفضل، فيتواصل نزيف العقول والخبرات، بينما يبقى الداخل يعاني من بطالة متفاقمة وغياب سياسات تشغيل واضحة. الأخطر من ذلك أن بعض الشباب يفقدون الأمل تمامًا، فيعلقون أحلامهم أو يطوونها داخل حقيبة سفر.
الحل يبدأ من محاربة الفساد والواسطة، وخلق بيئة عادلة تتيح للشباب المنافسة بقدراتهم ومؤهلاتهم، مع دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة كخيار واقعي لتشغيل آلاف الشباب. كما أن على الإعلام والمجتمع المدني أن يلعبا دورًا أكبر في الضغط والمتابعة، بدل الاكتفاء بتغطيات شكلية.
اليوم، لم يعد مقبولًا أن يبقى الشباب على الهامش. فإما أن تحتضنهم الدولة ببرامج عملية وجادة، أو نخاطر بخسارة جيل كامل يبحث عن مستقبله خارج حدود الوطن.