رسالة من شباب شركه موكه
قد يكون العيش مرادف للألم في دنيا كل بسمة فيها تقابلها دمعات وكل خير تتصدى له شرور وقد يكون ذلك بالقدر الذي يكون فيه بلسم الحياة في الراحة والرفاه والسرور والقصور دون نكد عيش أو ألم حياة .
فمنذ عقود من الزمن وقريتنا الحبيبة قرية (شركه موكه ) التابعة لبلدية ارظيظيع مقاطعة باركيول وهي تعيش تحت وطأة التهميش والإذلال والاحتقار والازدراء وللأسف ممن كان يرجى بأن يكبر بنا ويهتم لأمرنا بدءا بالبلدية بغض النظر عن من يتولى زمام أمرها لأنه قد يقول إنه لم يظلمنا إنما ظلمتنا الأقدار حيث رمت بنا في مثلث مصغر من مثلث الفقر ( الأمل ) وقد يكون واهم من يظن بأن سياسي هذه المنطقة ينظرون إلينا نظرة احترام أحرى أن يروا بأننا إخوتهم أو جزء لا يتجزأ منهم كما نرى نحن وسائر الناس من عامة سكان المنطقة من غير الساسة .
ولعله صادق في ذلك إذا ما نظرنا معه بعين سياسيي المنطقة حاكمهم ومحكومهم.وصولا إلى رئيس الدولة متمثلا في أياديه التى اختارها لتعبر عنه معتبرا أن من انتقدها إنما ينتقده.
والدليل الواضح الذي لا يخامرنا منه شك على صدق ما أشرنا إليه من ظلم وتهميش يعيشه أهالينا في قريتنا الحبيبة من الساسة وأصحاب النفوذ هو ما سنعرض لكم بعضه بإذن الله تعالى لعله يكشف الران عن قلب العمدة أو يجلو العمى عن أعين النواب وكل من في قلبه مثقال ذرة من رحمة بأولائك الكادحات اللائي يجلبن الماء من مساحة تقدر بسعة كلم إلى بئر سيدباب رحمة الله عليه.
وتصور أنت أيها القارئ كيف تقدر المشقتين ( مشقة السفر ذهابا وإيابا ومشقة جلب الماء من البئر على رجل أحرى على امرأة ) وللأسف يحدث هذا على مرأى ومسمع من العمدة والمساعدين له وكأن إيجاد الماء في القرية هو سابع المستحيلات.هذا علاوة على الحرمان من أمور أخرى كثيرة سنعرضها إن شاء الله بعد التعريف بالقرية ومقارنتها ببعض جاراتها مما في ذلك البلدية وذلك من الناحية الثقافة والاجتماعية والاقتصاية. قرية شركه موكه عبارة عن تجمع سكني يقع في الوسط بين بلديتي ملزم تيشط وارظيظيع تبعد عن الأولى سبع كلم وعن الثانية عشرة تزيد قليلا أو تنقص قليلا يحدها من الشرق كدية فرارات ومن الغرب الواد الأبيض ومن الجنوب واد يور الذي طال ما تغنى بجماله الشعراء والمغنين بينما تطل عليها من الشمال أراضي قرية الولي الصالح الشيخ الحضرمي بن الشيخ سيدلمين .
أما من الناحية الاجتماعية يمكن القول إن الطبقة الأكثر في القرية هي الطبقة الشبابية حيث تمثل ثمانين في المائة من الساكنة لتكون العشرون الباقية بين الشيوخ والأطفال ، وكل ساكنتها أناس تجمعهم روابط الدم والأخلاق والجوار بحيث لا يظن بأنهم من قبائل شتى وجهات مختلفة .ولا ننسى أن نعرج في هذا الصدد على المستوى الثقافي حيث تقدر نسبة الأمية في قريتنا الحبيبة بصفر في المائة ، ليس هذا فحسب بل لها قدم السبق على الجيران مما في ذلك البلديتين في المجال الثقافي حيث تأسست جمعيتها الثقافية منذ نصف عقد من الزمن ويزيد فأقامت الأماسي الثقافية وكونت النشأة على العمل والخطابة ودرست الحصص المسائية في العطل الصيفية ولم تغفل عن الجانب الخيري حيث قامت وتقوم بفضل الله بإفطارات رمضاية منذ حوالي خمسة سنين وقسمت السلات الغذائية على اللأسر الأكثر احتياجا كل ذلك بفضل الله ثم جهود شباب آمنوا بفكرة وعملوا لله منطلقين من قول الله تعالى 🙁 وقل اعملوا فسيرى الله عملكم) .
ويضيق المقام عن الاسهاب في هذا الباب حتى نجد وقتا أوسع للعودة فيه.وبما أن موضوع الماء هو الأهم لابد من العودة إليه وطرح سؤال كان قد طرح نفسه من قبل على العمدة وعلى كل النافذين والسياسيين . ما الذي يحرم قريتنا من ماء فم لكليته الذي يبعد عنها سبع كيلومترات فقط شرقا وغربا وشمالا أم أننا لا نستحقه ؟ ومالذي يحرم قريتنا من حفر بئر على الأقل ممثلين قول الشاعر :إ
- ذا لم تستطع فعل شيء فدعه وجاوزه إلى ما تستطيع وليكن ذلك أضعف الإيمان ، أم أن كل ذلك التنقيب عن الماء وكل تلك الإشارات كانت مجرد خدع وخزعبلات تضمن بها الأصوات وتشترى بها ذمم الأبرياء ؟ والناحية الأخرى التي لا يمكن السكوت عليها هي :
لماذا الشرائك والمنظمات تجول وتصول في المنطقة تبني السدود وتحفر الآبار وتمول التعاونيات وتنشئ المحميات وقرية شركه موكه منسية من كل ذلك ؟ أم أن العمدة لا يعنيه هذا والمنظمات لها الحق في العمل دون إذن منه ، أم أن العمدة يكفيه أن يظل عمدة ولذلك يضن بكل السدود والمحميات والآبار والمؤسسات على أهلنا ونحن نتفرج على كل تلك الأعمال في كل القرى تقريبا التى يريد لها هو والنواب أم أن في أذنيه وقر أو في عينيه عما عن حالنا ومطالبنا .
ألست أنت يا سيدي العمدة من وعدنا قبل سبع سنين بأننا سنشرب وبأقرب وقت ممكن ؟ فلا تنسوا أبدا أنكم أدرتمونا ظهوركم وأسلمتمونا للعطش ونسيتم فينا الأمانه وضيعتم فينا حق الله فاليوم عمل وغدا حساب فإما إلى جنة وإما إلى نار .فنحن شباب شركه موكه نحمل المسؤولية للسيد العمدة والسادة النواب .
ولا نتوانا عن الطلب لكل مستلزمات الحياة بدء بالماء ومرورا بالكهرباء وصولا إلى السدود والمحميات والتعاونيات و مساعدات الضعاف والمحتاجين من المواطنين .ولعلنا نغفر كل حرمان وإقصاء وتهميش وتخط وتهاون إذاما وجدنا الماء الذي هو عصب الحياة .هذا وشكرا لكم والسلام عليكم#شركه_موكه_عطشانه