تؤكد المؤشرات الاقتصادية والاجتماعية منذ فترة تراجع النمو الاقتصادي وتدهور القدرة الشرائية في موريتانيا بشكل لافت لعموم المواطنين وسط تآكل الطبقة الوسطى، مما دفع متخصصين كثر إلى التحذير من شبح الإفلاس والفوضى نتيجة الاحتقان الاجتماعي وغياب الحلول العاجلة.
جعل هذا الأحرار من أبناء وطني يهاجرون حفظا على كرامتم و بحثا عن حياة أفضل، إذ أن قرارهم هذا ما هو إلا تعبير عن إرادتهم كأحرار، وليس انسلاخا من موروثهم الثقافي كما يروج له البعض، أو تخليا عن مسؤولياتهم إتجاه وطنهم. ويظهر ذلك جليا من خلال مشاركة بعضهم في مسابقات الإكتتاب المنظمة من طرف المدرسة الوطنية للإدارة، حيث يتنافس خمسون ألف شاب موريتاني على أقل من مائتي مقعد؛ بمعنى آخر 0,47% من عدد المترشحين الإجمالي ! مما يبعث في النفس بنوع من الإحباط و يشجع على التفكير الجدي في اتخاذ هذا القرار المصيري.
فالهجرة ليست مجرد ترك للماضي ،بل هي فرصة لنبني مستقبلا أفضل، نحقق فيه طموحاتنا و أحلامنا المشروعة، بعيدا عن المثبطين و حكومات الفشل “اكراطيبل” … .
بهذه الخطوة يعلن الشاب الموريتاني الثورة على الظلم و تكسير الأغلال والقيود التى يفرضها انعدام الفرصة و ضبابية المستقبل، و يؤكد قدرته على اغتنام الفرصة التي ضنت بها عليه المحسوبية و الزبونية في وطنه .
سافر تجد عوضا عمن تفارقه $$ وأنصب فإن لذيذ العيش في النصب
نعم، الهجرة رحلة صعبة ومحفوفة بالمخاطر، يواجه المهاجر خلالها تحديات عديدة مثل التمييز وربما العنصرية، في سبيل بناء حياة جديدة من الصفر والعمل بجد لكسب لقمة العيش.
– إذا أظمأتك أكف اللئام $$ كفتك القناعة شبعا وريا
-فكن رجلا رجله في الثرى $$ وهامة همته في الثريا
–
بالرغم من كل ما سبق، تبقى الهجرة سيفا ذا حدين.
بقلم الدكتور : عبدالرحمن/ سيدي ول محمد
رئيس رابطة الطلاب والمتدربين الموريتانيين بتونس سابقا