#مقدّمة| معلوم أن كلمة منافق من مفردات القرآن التي لا تُعرف سابقا عند العرب والمعنى الشرعي لها إظهار وجهٍ وإضمار وجهٍ آخر يُظهر الشخصَ العمَل قصد المَحمَدة والسُّمعة والجاه عند الناس، وهذا في الشّرع على قسمين: نفاقٌ أكبروهو الشّرك بالله تعالى يُظهر دينا ويُخفي آخر، وكان جزاء هذا، الدّرك الأسفل من النّار لخطورته، وجاء في محكم التنزيل؛(إن المنافقين في الدّرك الأسفل من النّار)، والقسم الثاني دون النّفاق الأكبر، وهذا له علامات إذا حدّث كذب وإذا وعد أخلف وإذا ائتمن خان كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ويُعرف المنافق كذلك بالمُجاهرة والمُشاهرة والمُظاهرة والفجور.
من خلال هذا التّعريف يمكن القول أن النّفاق السياسي والاجتماعي من الأمور المُعقّدة التي تحتاج إلى بحثٍ عميق وتقَصٍّ دقيق خاصة عندما يتعلق الأمر بالمجتمع الموريتاني حيث التّداخل القبلي والبعد الثقافي والعادات والتقاليد، نحن نرى التطور المذهل الذي تشهده المجتمعات الأخرى في شتى مجالاتها المختلفة، بينما المجتمع الموريتاني صدّته العوائق وثنته العوارض، ولوته الموانع، وعاقه الطّمع، وحجزه النّفاق، بسبب التحديات الهيكلية المتعلقة بالقيم السياسية والاجتماعية وتكريس مفهوم الدولة الحديثة ،نقرأ وإياكم في هذا السِّياق هذه الظاهرة ونستعرض طرُق الإصلاح الاجتماعي والسياسي.
#أولا| ثقافة المجتمع: لها الدور الأساسي في تكوين الفرد اجتماعياً وسلوكيا تُزوده الثقافة الكافية التي يُفسِّرُ بها الظواهر الطبيعية يفهم الفرد المجتمع وكيف يتصرف مع الأفراد، في المجتمع الموريتاني هناك انقساما على المستوى القبلي والإثني وهذا خلق صراعا داخليا يتفاقم مع الوقت والظروف الاجتماعية والاقتصادية، فهذا الصراع جعل الكثير من الناس مضطرين لإظهار مواقف تتعارض مع معتقدات وسلوكيات الغير مما جعل البعض يظهر النفاق كغاية أساسية تمكنه من الوصول إلى ما عجز عن الوصول إليه بالطرق التقليدية وهذا النوع من النّفاق هو الأكثر شيوعا وانتشارا والهدف هو تحقيق المصلحة الشخصية بالدرجة الأولى.
#ثانيا| النّفاق السياسي: ويكون خاصة في النُّظم السياسية المتخلفه الضعيفة ولدى المنشغلين بالسياسة من إعلاميين ومدونين و ونشطاء وقادة المجتمع المدني وهذا من أهم أوجه الحياة السياسية في موريتانيا لأن المواقف والآراء تتغير بشكل مفاجئ وحساس ،هناك تأييد لمجتمعات وأفراد وأنظمة سياسية معينة كما أن هناك هناك تحولات سياسية مما يدلك على تذبذب على مستوى الرأي مما يعكس اضطرابا في الفكر السياسي وتقلبات شخصية تُفسّر بوجود مصالح شخصية أو ضغوط اجتماعية مما يُبرز معالم النّفاق السياسي وهذا يُضعِف الثقة بين النّخبة والعامّة، تغيير الفكر والرأي حتى ولو كان لسبب وجيه فإن العامّة دائماً ما تُفسِّره بذريعة لبلوغ بُغية أو وسيلة إلى ادراك مطلب أو وُصلة إلى تناول مراد أو سُلّما إلى لُحوق مُلتمس وهذا يعكس صعوبة فهم ما يُعلن عنه وما يمارس في الواقع
1- #انتشار_الفساد| وتفشّي الجهل: لا يمكن انكار أن الفاسد بالتّلصص مرْكوم ومقروفٌ مرجوم وظنين معرور ،يظن البعض أن الفساد مُقترن بالمسائل الاقتصاديّة وهذا فهمٌ مغلوط لأن الفساد يمتد إلى الأخلاق والقيم والمبادئ وهذا يخلق فجوة بين ما يفرضه الواقع الاجتماعي وبين التطلعات الشخصية ،كذلك هو الحال مع الجهل والتّخلّف فهذا يسبب رَنَقا وكدرا في العيش
وانتشارا في الفقر مما يعزز من انتشار النّفاق في المجتمع ولا وسيلة فعلية لمعالجة هذا إلا بالعلم والعَمَل الجاد
2-#التّغيير_والوعي_ثقافي_والأخلاقي| من خلال ماسبق يتبين لك أنّ النهوض بالمجتمع مرهون بالتّغيير وتفشي الوعي لفهم القضايا الاجتماعية والسياسية لخلق حالة من الاستقرار النفسي ولا سبيل لذلك إلا من خلال التّعليم ودعمه بشكل أكبر وفعّال لتعزيز القدرة على التّميّز ، فمحاربة النّفاق في المجتمع يتطلب تغييرا جذريا فعّال من خلال قراءة القيم والمبادئ فدون هذا لايمكن أن نسير إلى الأمام أو نحقق استقرارا اقتصادياً مريحا.
سلطان البان
لحظات قبل الاقلاع
باتجاه لوتن