ذكرت البعثة الايرانية في نيويورك على منصة “اكس” ” أن السنوار مات واقفا في ساحة المعركة …..ولم يكن كالرئيس العراقي صدام حسين حين سحبه الأمريكيون من حفرة……. ” شماتة في غير محلها وفي غير وقتها وكاذبة ومغرضة وأقل ما يصدق فيها أنها تتنفس حقدا دفينا لقرون خلت ما زال يعز على القوم أن ينسوه…..
لا يسع المقام التعرض لكل ما سكتت عنه البعثة فالظرف غير مناسب والتحديات جمة وخطيرة لكن الشماتة حين تصدر من جهة رسمية لا يمكن التغافل عنها …..
لم تذكر البعثة أن صدام حسين تعرض لحلف تم انتقاؤه من بين أكثر الأشرار شرا في العالم وأقوى وأعتى أعداء العرب والمسلمين وتولت هذا الحلف دول الإقليم “ومن يتولهم منكم فإنه منهم…..” وكانت إيران “الإسلامية” أول هؤلاء وقام البلد “الإسلامي” و ثورته”الإسلامية” بالدور النشط في مؤازرة أمريكا “الشيطان الأكبر” في العلن يستغبون الرأي العام العربي والإسلامي والحليف الأوثق يوم يجتمعون في مواجهة العدو المشترك نظام العراق الوطني……
لم تذكر البعثة أن صدام تعقبه المحتلون بعيون إيران وعسسها المنتشرين بأرض العراق المحتل فأسروه وأوكلوا لممثلي “ثورتهم الإسلامية” مهمة إخراج مسرحية محاكمته وأوكلوا لهم مهمة إعدامه القذرة فتنفسوا كل شماتات الماضي في مشهد قذر وثٌَقه الإعلام بالصوت والصورة، يرقصون على جثة هامدة لامرء مسلم قتله أشد الناس عداوة للذين آمنوا ولم يجدوا في طول العالم وعرضه من يتقاسم معهم هذا الفرح الكبير في عيد الأمة الكبير غير حاخامات اسرائيل وعواصم الصهيونية المسيحية…….ومازالوا يشمتون…..
تعرف البعثة ويعرف النظام في طهران أن الرجل لم يتخف لينجو بنفسه بل كان متحيزا لقتال كما ستشهد على ذلك يوميات المقاومة العراقية التي طردت المحتلين الأجانب ولم يبق من دنس على أرض العراق غير وكلاء طهران من أبناء الارض…..
وتعرف البعثة ويعرف النظام في طهران أن صدام حسين لو كان يريد أن ينجو بنفسه وبدولته ونظامه لفعل مثل ما فعلت “الثورة الإسلامية” ؛ فهل نسي معالى السفير أو تناسى يوميات الثورة ومساراتها منذ جاء المرشد المعمم بطائرة فرنسية وتحت رعاية غربية…..؟
ما الذي كان يمنع صدام حسين من أن يظل يلعن الشيطان الأكبر في النهار ثم يبيت ليله يحيك معه المؤامرات ويتبادل معه الأدوار لينال منه الأمن والأمان سوى أنه مؤمن بقضية إيمانا حقيقيا راسخا لا يساوم عليها ولا يخذلها ولا ينساها حتى وهو يواجه الإعدام شنقا في لحظة هي أكثر اللحظات رهبة وأقساها ؟ وما الذي أنجى “الثورة الإسلامية” وأبطالها الأشاوس ومعمميها البواسل من بطش “الشيطان الأكبر” وأهلك تجربة العراق الوطنية والقومية ورئيسه “الخائف” !!!!! “
ثم إن سعادة السفير قد نسي أو تناسى أن من يقول إنه تخفى خوفا على حياته هو نفسه الذي جرع سيده السم وأذاقهم مر الهزائم ولم تنفعهم إيران-غيت ولم تنفعهم رحلات السفن تنقل اليهم المدد من ميناء “إيلات” المحتل إلى بندر عباس ميناء “الثورة الإسلامية” الكبير….فهل يرضى سعادة السفير أن يكون رجل يخشى على نفسه حبا في البقاء وخوفا من الموت هو نفسه من هزم جيوشهم وكسر شوكتهم وأوقف زحف حوزتهم غربا ليعود مهديهم المنتظر !!!!!
كان على البعثة الإيرانية قبل أن تجري هذه المقارنة أن تقارن بين الخميني وصدام ولأنها لم تفعل يصبح من المناسب تذكيرها قليلا بنزر يسير مما عز عليها ذكره…. فأما الأول فقد شد رحاله وترك أهله وبلده عند انفجار أول مسيلة للدموع تلقيها شرطة الشاه على المتظاهرين وقضى جل منفاه في ضيافة النظام الوطني في العراق ثم غادر لفرنسا وعاد منها على متن طائرتها وتحت رعايتها وحمايتها حتى أوصلته لنزله في طهران وأما الثاني فقد توسل إليه العرب والعجم يرجونه أن يغادر العراق مقابل أمنه وأمن عياله وأن لا قِبل له بهذا الحجم الضخم من الأشرار فرفص أن يغادر وطنه وقال لهم جميعا إنه سيبقى في العراق بين أهله وربعه ورفاقه حيا فوق أرضه أو ميتا تحت ثراه…..
ثم كان على هذه البعثة “الدبلوماسية” كثيرا أن تنتظر حتى تواجه إيران ما واجهه العراق لنرى جميعا كيف سيكون حال الأبطال المعممبن ثم نقارن بين الحالتين ولا أحسب أن من لجأ خوفا من شرطة الشاه سيمكث لحظة في بلده حين يتعرض لغزو من ثلاثين دولة …….
أما السنوار فمناضل فلسطيني مؤمن راسخ الإيمان عاش مجاهدا ومات مجاهدا تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه فسيح جناته…..